Senin, 18 Juni 2012

المحاضرة الخامسة

الإنسان في شريعة محمد


زعَم السِّيَاسِيُّوْنَ في أَوْرُبَّا وأمريكا أنهم أعلنوا حقوقَ الإنسان في هيئة الأمم المتحدة، وبشَّروا الناسَ بالنعيم والخير العميم والسلام الدائم. ومِنْ قَبْلِهِم أَعْلَنَ قَادَةُ الثَّوْرَةِ الفَرَنْسِيَّةِ هذه الحقوقَ وجعلوها مُقَدِّمَةً لدستورهم .
واليوم يكون الناس – في الشرق والغرب - يسألون : ماذا يريد الأوربيون والأمريكيون من لفظ «الإنسان» الذي أعلنوا له الحقوقَ وأظهروا عليه العَطْفَ؟ أهو الإنسانُ كما خلقه اللهُ من كُلِّ جِنسٍ وفي كلّ أرضٍ وعلى كلّ لونٍ، أَمْ هو الإنسان الأبيض الْمُتْرَفُ المنعَّم؟. أغلبُ الظنّ أنهم يريدون هذا الأَخِيْرَ. أما الأسودُ أو الأحمرُ فلا يزال في رأيهم ضَرْباً مَهِيْنًا من الخَلْق، عليه كلُّ واجب وليس له أيُّ حقٍّ، أو نوعا من بهيمة الأنعام يُوْلَدُ لِيُسَخَّرَ ويُرَوَّضُ لِيُسْتَخْدَمَ وهو موضوع الخصومة في السِّلْمِ ومَادَّةُ الغنيمة في الحرب.
المسلمون وَحْدَهم هم الذين يفهمون الإنسانَ بمعناه الصحيحِ، لأنهم أتباعُ محمد، ومحمّد وحدَه هو الذي أَعْلَنَ حقوقَ الإنسان بهذا المعنى، لأنه رسولُ الله الذي أرسله رحمة للذين استُضْعِفُوْا في الأرض كالمساكين والفقراء والأَرِقّاء والنساء.
والذين رحمهم اللهُ برسالة محمد لم يكونوا من جنس مُعَيَّنٍ ولا من وَطَنٍ واحد، وإنما كانوا أمةً من أَشْتَات الخَلْقِ وأنحاء الأرض، اجتمعَ فيها العربيُّ والفارسيُّ، والروميُّ والتركيُّ، والهنديّ والصيني، والبَرْبَرِيُّ والْحَبَشِيُّ، على شرعٍ واحد هو الإسلام.
والإسلام هو الدينُ الذي لم يَخُصَّ بالتكريم لوناً دونَ لون، ولا طبقةً دون طبقة.
كان اليهود يزعمون أنهم أبناءُ الله وأَحِبَّاؤُه، وسائرُ الناس سواءٌ والعدمَ. وكان الرُّوْمَانُ يَدَّعون أنهم حُكَّامُ الأرض ومَنْ سواهم خَدَم. وكان العربُ يقولون إنهم أهلُ البيان ومَنْ عداهم عَجَم. ولَمَّا جاء محمد بالهدى ودينِ الحق ليظهره على الدين كلّه، أعلنَ المساواةَ بقول الله عَزَّ اسمه: ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوْبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوْا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللهِ أَتْقَاكُمْ﴾ وأكَّدَها بقوله (ص) «الناس سَوَاسِيَةٌ كأسنانِ المُشْطِ» «لا فضلَ لعربي على عجمي إلا بالتقوى» «كلكم لآدمَ وآدمُ من ترابٍ»
ثم أعلنَ حرية العقيدة بقول الله تعالى: ﴿لاَ إِكْرَاهَ فِي الدِّيْنِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ﴾ . واحترم عقائدَ أهْلِ الكتاب، وضمن لهم حريةَ العبادة، وأمانَ الْعَيْشِ، وعَدْلَ القضاء. وأمَرَ الوُلاَةَ أن يَرْعَوْهم ويَعْطِفُوْا عليهم، وأوْصَى المسلمين أن يَبَرُّوْهُمْ ويُقْسِطُوْا إليهم.
ثم أعلن الإسلامُ حريةَ الفكر والرأي فلم يَقْبَلْ إيمانَ الْمُقَلِّد، ولا حُكْمَ الْمُسْتَبِدّ. وأمَرَ بالنظر في ملكوت السماوات والأرض، ووسّع صدره لأهل الجَدَل حتى كثُرت الفِرَقُ، ولرجال الفقه حتى تَنَوَّعَتْ المذاهبُ. وسَمَحَ لأهل الذمّة أن يُدَافِعُوْا عن أديانهم، ونهانا أن نُجَادِلَهم إلا بالتي هي أحسنُ.
ثم احترم الملكية وثَبَّتَ لها الأصولَ، ونظَّم المواريثَ ورتَّب عليها التَّعَامُلَ. وهذه هي مَجْمُوع الحقوقِ الطبيعية التي كَفَلَها الإسلامُ للإنسان على اختلاف ألوانه وأوطانه، والتي أعلنها محمد بن عبد الله منذ أكثر من أَرْبَعَةَ عَشَرَ قَرْناً.
«المطالعة والنصوص بتصرف»



أ/ المفردات الأساسية
زَعَم/يَزْعَم –بَشَّرَ/يُبَشِّر – الْخَيْر الْعَمِيْم – الثَّوْرَة – الْمُتْرَف الْمُنَعَّم – ضَرْب - مَهِيْن – رَوَّض/يُرَوِّض – خُصُوْمَة - اُسْتُضْعِف/يُسْتَضْعَف- رَقِيْق ج أَرِقَّاء – أَشْتَات -اِدَّعَى/يَدَّعِي – حَاكِم ج حُكَّام - بَرَّ/يَبَرّ - أَقْسَط/يُقْسِط – أمانَ الْعَيْشِ - مُقَلِّد – مُسْتَبِدّ –جادل / يُجَادِل - مجموع الْحُقُوْق .


ب/ فهم النص
 اختر الإجابة الصحيحة وفقا للنص السابق !
1- أقدم الناس الذين أعلنوا حقوق الإنسان، ...
أ / الأمريكيون والأوربيون
ب/ محمد بن عبد الله (ص)
ج / الفرنسيون
2- المقدمة لدستور الثورة الفرنسية هي ...
أ / السلام الدائم
ب/ حقوق الإنسان
ج / العدالة الاجتماعية
3- ما رأي الأمريكيين والأوربيين في «الإنسان» ؟
أ / هو الإنسان من كل جنس
ب/ هو الإنسان من كل لون
ج / هو الإنسان الأبيض
4- ما رأي الأوربيين في الإنسان ذي اللون الأسود بالنسبة للحقوق والواجبات؟
أ / له حقوق وعليه واجبات
ب/ ليس له حقوق وليس عليه واجبات
ج / عليه واجبات وليس له أي حق
5- هل يفرق الإسلام الناس في التكريم ؟
أ / لا، لم يفرقهم في لون أو طبقة
ب/ نعم، يفرقهم في لون وطبقة
ج / لا، يفرقهم في لون أو طبقة
6- كيف يعتبر اليهود غير أنفسهم ؟
أ / أنهم لا فرق بينهم وبين اليهود
ب/ أنهم لا وجود في الحياة
ج / أن بينهم وبين اليهود فروقـا
7- الناس سواسية كأسنان المشط، تدل على ...
أ / مبدأ المساواة
ب/ مبدأ العدالة
ج / نظام أسنان المشط
8- لا فضل لعربي على عجمي إلا بالتقوى،
أ / العربي المتقي أفضل من العجمي المتقي
ب/ العجمي المتقي أفضل من العربي المتقي
ج / التقوى ميزان كرامة الإنسان


المحاضرة السادسة
آثَارُ الأمّ في نَشْأَةِ الطِّفْلِ
الأم الفاضلة أثمنُ كَنْزٍ في هذه الدنيا، وهي تُرَبِّي الأطفالَ مُبْتَهِجَةً، وهي التي تَغْرِسُ الأخلاقَ المحمودةَ راسخةً في نفوسهم. فالطفل صورةٌ من أمّه قبلَ كلّ شيء، لأنه قضَى طفولتَه بين يديها، فهو من صُنْعِ هاتين اليدينِ. وعن الأم أخذ الطفل اللغةَ التي يتكلَّم بها والعاداتِ التي يَسْلُكُها بالتقليد.
نشأ الطفلُ تحت رعاية أمّه، وفي أثنائها تُطْبَعُ نَفْسُه على السَّجايا الحميدةِ من أمانةٍ واحترامٍ لِمَنْ هُوَ أكبرُ منه، ومن عطفٍ وتآخ مَعَ مَنْ هو دونه. فإن أتى عملا طيبا حَنَّتْ الأمُّ عليه وشَجَّعَتْه على عمله لِتُرَسِّخَ هذه الفضيلةَ في نفسه، حتى إذا شَبَّ صارت له شعاراً لا يَبْتَغِيْ به بديلا.
والأم هي التي تجعل الطفلَ عاطفاً على إِخْوَتِه، وتغرسُ في نفسه محبّتَهم. وهذه المحبة لَها أثرُها في مستقبلِ أيامهم، إذ يعيشون متحابّين متضامنينَ. والأمُّ اللَّبِقَة لا تَجْنَحُ إلى تمييز أحد الأطفال عن الآخرين في مَأْكَلٍ أو مَشْرَبٍ على مَرْأًى منهم، بل تُسَوِّي بينهم في القِسْمَة، والعَطْفِ والحَنَان.
وإن في النساء العربيات لأُسْوَةً حسنةً. فقد كنّ يُرَقِّصْنَ أطفالَهن في صغرهم بأناشيد رائعةٍ تَزْخَرُ بالحماسة والعِزَّة. ورد أن النبي (ص) في طفولته المباركة كانت تُرَقِّصُه أختُه في الرضاع -ابنةُ السيدة حليمة السعدية- بهذا النشيد الجميل:
يا رَبَّنَا أَبْقِ لَنَا مُحَمَّدًا حتّى أراه سَيِّدًا مُسَوَّدًا
وقد سمّيت النساء العربيات اللائى أَنْجَبْنَ الأولادَ الذين يفتخر بِهم التاريخُ «الْمُنْجِبَات». ومن هؤلاء أم البنين فاطمة بنت الخَرْشَب الأنمارية التي تسمّى أمَّ الكَمَلَة. وقد ولدت الربيعَ وعمَّارة وقَيْساً وأَنَساً، وهم أبناء زياد العَبْسِيِّيْنَ.
ونظر أبو سفيانَ مرةً إلى معاويةَ وهو صبي، فتوسَّم فيه الخيرَ، وقال: «إن ابني هذا لعظيمُ الرأس، وإنه لخليقٌ أن يسود قَوْمَه» فقالت هند أمّ معاوية على الأثر: قَوْمَه! ثَكِلْتُه إن لم يَسُدْ العربَ قاطبةً. وكان لَها ما أرادتْ، فساد معاويةُ العربَ قاطبةً، بل ساد العربَ والعجمَ، فأسَّس الدولةَ الأموية. وكان مَلِكاً عربيًّا على طِرَازِ كِسْرَى فارس، إلا أنه أعظمُ منه لأنه أمير المؤمنين، ولأنه مَلِك الدنيا والدين.
فانظر إلى هذه الروح القوية التي خَلَقَتْ من الغلام رجلا كبيرا أقامَ دولةً كبرى بِرَغْمِ الْفِتَنِ والْخُطُوْبِ ...
قال حافظ إبراهيم شاعرُ النيل:
الأم مَدْرَسَةٌ إذا أعددتَها أعددتَ شعبا طيِّبَ الأعراق
ودخل عبد الله بن الزبير على أمّه أسماءَ بنت أبى بكر، وقد حاصر الحجّاجُ مكةَ، وشدَّد عليها الحصارَ، حتى يَئِسَ عبدُ الله من مُوَاصَلَةِ القتال، ولم يبق له إلا التسليمُ أو الموت. فقال «يا أماه، لقد انْفَضَّ الناسُ من حولي، ولم يبقَ معي إلا مَنْ لا يستطيعون إلا صبرَ ساعةٍ، والقوم يَعْرِضُوْنَ عليّ ما أشتهي من الدنيا، فما رأيكِ؟ »
فقالت: «أَقْدِمْ يا بُنَيَّ غيرَ هَيَّابٍ، فلكلّ أجلٍ كتاب. فإذا جاء أجلهم لا يستأخرون ساعة. ولا يلعبنّ بك صبيانُ بني أميّة ... الموت أحبُّ إليّ مما يشتهون». فسمع الابنُ كلامَها ووعاه، وخرج إلى الميدان بقَلْبٍ من حديد، يَصُوْلُ ويَجُوْلُ، ولم يبق في يده سيفٌ ولا رُمْحٌ حتى أَنْ قُتِلَ.
«المطالعة العربية بتصرف»
أ/ المفردات الأساسية
غَرَس/يَغْرِس – طُبِع/يُطْبَع – سَجِيَّة ج سَجَايَا – حَنّ/يَحِنّ – رَسَّخَ /يرسِّخ -مُتَضَامِن – اللَّبِقَة – أَنَاشِيْد – زَخَر/يَزْخَر – أَنْجَب/يُنْجِب – الْمُنْجِبَات – تَوَسَّم/يَتَوَسَّم – ثَكِل/يَثْكَل – طِرَاز – أعراق/عرق - اِنْفَضّ/يَنْفَضّ – هَيَّابٍ – اشتهى/ يشتهي - صَال/يَصُوْل – جال/يجول -

ب/ فهم النص
 اختر الإجابة الصحيحة وفقا للنص السابق !
1- كيف تربي الأم الأطفال ؟
أ / هي تغرس الأخلاق في نفوسهم
ب/ هي تربيهم مبتهجة
ج/ تربي الأم الأطفال بصورتها
2- عادات الطفل لا تبتـعد عن عادات الأم. لماذا ؟
أ / لأن الطفل ولدته أمه
ب/ لأن عادات الأم والولد متساوية
ج/ لأن الطفل قضى طفولته بين يديها
3- متى تكونت الطبيعات المحمودة عند الطفل ؟
أ / في أثناء رعاية الأم على نشأة الطفل
ب/ عندما كان الطفل صغيرا
ج/ بعد أن ولدته أمه
4- ماذا تفعل الأم عندما تشاهد طفلها يعمل عملا صالحا ؟
أ / تنهاه عن عمله
ب/ تشجعه على عمله
ج/ تتركه على ما شاء
5- الأم المربية الحكيمة ...
أ / تميز بعض الأطفال عن الآخرين
ب/ لا تميز الأطفال عن غيرهم
ج/ لا تقوم بتمييز أحد الأطفال عن الآخرين
6- من ترقص النبي صلى الله عليه وسلم في طفولته ؟
أ / السيدة حليمة السعدية
ب/ ابنة السيدة حليمة السعدية
ج/ أخت السيدة حليمة السعدية
7- معاوية ملك عربي أعظم من كسرى فارس، ...
أ / لأنه ساد العرب والعجم
ب/ لأنه قد أسس الدولة الأموية الكبرى
ج/ لأنه أمير المؤمنين وملك الدنيا والدين
8- ماذا قالت أسماء بنت أبي بكر عندما أصاب ابنه اليأس لمواصلة القتال ؟
أ / لقد انفض الناس من حولي
ب/ والقوم يعرضون عليّ ما أشتهي من الدنيا
ج/ أقدم يا بني غير هياب، فلكل أجل كتاب!


== م ==

0 komentar:

Posting Komentar