Senin, 18 Juni 2012

المحاضرة التاسعة

حقوقُ الإنسان في الإسلام


من الْمُغَالطات التي يَنْشُرُها الغربيّون في العالم كَذِباً، أن إعلان حقوق الإنسان يرجع إلى الثَّورة الفرنسية التي قامت منذُ مائَتَيْ عام تقريبا، والتي يَتَلَخّص شِعارُها في ثلاث كلمات هي «الإخاء والحريّة والمساواة»، وكذلك مِيْثاقُ حقوق الإنسان الذي أعلنته الأممُ المتحدة منذ عام 1948م، لتطوير الإعلان الفرنسيّ لحقوق الإنسان وإكمال ما فيه من نَقْص.
والحقيقة التي ينبغي أن يَعرفها كلُّ مسلم، أنّ الإسلام أعلن حقوقَ الإنسان كاملةً منذ أربعةَ عشر قَرنا، وقبل أن تعلن فرنسا بعضَها منذ أكثر من اثني عشر قرنا، وقبل أن تُعْلِنَها الأممُ المتّحدة بنحو ثمانين وثلاثمائة وألف عام قبل الثّورة الفرنسية والمنظَّمة الدّولية كلتيهما. ولم يعلنْها الإسلام لشعب بعينه، ولا لأمّة دون أمّة، ولكنّه أعلنها للناس جميعا. ولم يَحْمِل الإسلام أحدا بالقوّة على اعتناقه. وأعلن أنّ حرّيّة العقيدة مكفولة في ظِلّه وتحت رايته. وجاءه عليه السلام صحابيٌّ من أهل المدينة يسأله أن يَحمل ولديه كِلَيهما على الإسلام بالقوّة، فنَـزَل قول الله تعالى: ﴿لاَ إِكْرَاهَ فِي الدِّيْنِ قَدْ تَّبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ﴾
وربما قيل إذا كان هذا موقفَ الإسلام من حرية العقيدة، ففِيْمَ كانت غزواتُ الرسول وفتوحاتُ الخلفاء الراشدين؟! والردّ على ذلك أنها لم تكن لحمل الناس على اعتناق الإسلام بالقوة، وإنما كانت هذه الغزوات والفتوحات لتأمين الدعوة الإسلامية من أعدائها. وذلك بدليل المصالحات والمعاهدات التي تَمَّت بين الرسول (ص) وخصوم الدعوة حين رَغِبوا في هذا وأعلنوا تركَ الحرب، وبدليل العهود التي أعطاها الخلفاء الراشدون أنفسهم لغير المسلمين.
ومن ذلك مثلا أن الإسلام أعلن حقَّ الْمُساواة بين الناس في الإنسانية وفي الحقوق والواجبات. وهذه قضية قرّرها الإسلام وأكّدها في أكثر من مناسبة، فلا مفاضَلةَ بين جنس وجنس، ولا بين لون ولون، ولا بين غني وفقير، ولكن المفاضلة عنده هي التقوى والعمل الصالح لخدمة الجماعة الإنسانية. قال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوْبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوْا إِِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللهِ أَتْقَاكُمْ﴾
وكما أعلن الإسلام حق المساواة أعلن أيضا أن التعليم حق للمواطنين جميعهم، بل انفرد بجعله فرضا من الفروض. قال رسول الله (ص): «طلب العلم فريضة على كل مسلم». هذا إلى جوار ما أرشد إليه من مكانة العلماء وفضلهم على غيرهم حثا للناس على التسابق في مَيدانه. قال تعالى: ﴿يَرْفَعِ اللهُ الَّذِيْنَ آمَنُوْا مِنْكُمْ وَالَّذِيْنَ أُوْتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ﴾
وهكذا نجد أن ما أعلنته الثورة الفرنسية، وما أعلنته المنظمة الدولية نفسها من حقوق الإنسان ليس جديدا على الإنسانية، وأن الإسلام أسبقُ بقرون بإعلان الحقوق عينها والحفاظ عليها من فرنسا والأمم المتحدة. وربّما قيل إن ميثاق الأمم المتحدة نَصَّ على إلغاء الرِّق، بينما لم يعلن الإسلام هذا ضِمنَ حقوق الإنسان. وما أيسر الردَّ على هذا. فميثاق الأمم المتحدة حين أعلن إلغاء الرق، نصَّ على إلغاء شيء لا وجود له في معظم أنحاء العالم. أما الإسلام حين جاء كان الرق ظاهرةً اجتماعية في كل مكان، فتطلّبت حكمته ألاّ ينُص على إلغائه دفعة واحدة، وإنما اتخذ وسائل عديدة للقضاء عليه رُوَيْدًا رويدا، ومن هذا:
أولا : حَبَّب في عتق الرقبة قُربةً يتقرب بها العبد إلى الله.
ثانيا : جعل العتقَ كَفَّارة لبعض الذنوب.
ثالثا : أباحَ مُكاتَبَة الرقيقِ على مال ليحصل به على حريته يؤدّيه على أقساط لمالكه.
وهكذا نجد الإسلام وضع الوسائل التي تؤدي إلى القضاء على الرِّق مع الأيام ليُنْهِيَ أمرَه كلّه. ولهذا يرجى أن يفكِّر المسلمون في تخصيص مناسبة يحتفلون فيها بذكرى إعلان الإسلام لحقوق الإنسان، ردا للكِذْبَةِ الكبرى عليه.
«مجلة العربي» العدد 36 بتصرف

أ/ المفردات الأساسية
مُغَالَطَة – ثَوْرَة – تَلَخَّص/يَتَلَخَّص - مِيْثَاق - شَعْب ج شُعُوْب - حَمَل/يَحْمِل (على) - مَكْفُوْل- ظِلّ ج ظِلاَل – رَايَة - رُشْد – غَزْوَة – فُتُوْح – مُصَالَحَة – مُعَاهَدَة – خُصُوْم – حَرْب ج حُرُوْب – عَهْد ج عُهُوْد – تَأْمِيْن – قَضِيَّة ج قَضَايَا – أَكَّد/يُؤَكِّد – مُفَاضَلَة – جِوَار – إِلْغَاء – رِقّ – رَقَبَة – عِتْق – رَقِيْق ج أَرِقَّاء – مُكَاتَبَة – قِسْط ج أَقْسَاط

ب/ فهم النص
 اختر المناسب من الأجوبة الآتية وفقا للنص !
1- في الحقيقة أن إعلان حقوق الإنسان يرجع إلى ...
أ / الثورة الفرنسية
ب/ الدين الإسلامي
ج/ هيئة الأمم المتحدة
2- الثورة الفرنسية يتلخص شعارها في ...
أ / الإخاء والحرية والعدالة
ب/ الإخاء والمساواة والعدالة
ج/ الإخاء والمساواة والحرية
3- أعلن الإسلام ...
أ / أن حرية العقيدة مكفولة في ظله
ب/ حقوق الإنسان لشعب بعينه
ج/ أنه يحمل أحدا بالقوة على اعتناقه
4- إن غزوات الرسول والخلفاء الراشدين ...
أ / كانت لتأمين الدعوة الإسلامية من أعدائها
ب/ كانت لحمل الناس على الإسلام بالقوة
ج/ لم تكن لتأمين الدعوة الإسلامية من أعدائها
5- من ذلك مثلا أن الإسلام أعلن ...
أ / حق المساواة بين الناس
ب/ أن التعليم حق للمواطنين جميعا
ج/ كليهما
6- عرفنا من ذلك أن ... في إعلان حقوق الإنسان
أ / الأمم المتحدة أسبق من الثورة الفرنسية
ب/ الثورة الفرنسية أسبق من الإسلام
ج/ الإسلام أسبق منهما
7- فيما يتعلق بالقضاء على الرق فإن الإسلام ...
أ / نص على إلغاء الرق دفعة واحدة
ب/ اتخذ وسائل عديدة للقضاء على الرق رويدا رويدا
ج/ نص على إلغاء شيء لا وجود له في العالم




== م ==

المحاضرة العاشرة
مكانة العقل في القرآن
إن القرآن هو كتابُ العقل. وإنه بأكمله دعوة صارخة لتحرير العقل من عِقَاله. وإنه يدعونا إلى استعمال العقل ووزن كل شيء بميزانه. وإنه يترك لنا الحريةَ في أن نعتقد ما يرشد إليه عقلُنا، وأن نتّبع السبيل الذي يُنِيْره منطقُنا أويهدينا إليه تفكيرُنا.
والمسلمون في هذا يؤمنون بأنهم يخدُمون الدين بموقفِهم، ويؤيّدون القرآن بإيمانهم.
ومن الآيات التي يستدلّون بها، والتي يتقدمون بها كشاهدٍ، الآياتُ الكريمة التالية : ﴿وَإِذَا قِيْلَ لَهُمُ اتَّبِعُوْا مَا أَنْزَلَ اللهُ قَالُوْا بَلْ نَتَّبِعُ مَا أَلْفَيْنَا عَلَيْهِ آباَءَناَ أَوَ لَوْ كَانَ آباَؤُهُمْ لاَ يَعْقِلُوْنَ شَيْئاً وَلاَ يَهْتَدُوْنَ﴾ ﴿وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيْرًا مِنَ الْجِنِّ وَالإِنْسِ لَهُمْ قُلُوْبٌ لاَ يَفْقَهُوْنَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لاَ يُبْصِرُوْنَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لاَ يَسْمَعُوْنَ بِهَا أُولَئِكَ كَالأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ، أُولَئِكَ هُمُ الْغَافِلُوْنَ﴾ .
هذه الآياتُ الكريمة، بل والقرآن في جُمْلتِه، والأحاديثُ الشريفة في جملتها، وتاريخ الإسلام ... إن كل ذلك يدل – حسَبما يرون – على أن الإسلام دين العقل.
وإذا ما تساءلنا الآن عما يهتمون بقولهم إن الإسلام دين العقل، أجابوا بأنه يَحْتَكِم إلى العقل. ويرون بذلك أنه يحكّم العقل في المسائل والمبادئ والقواعد. ونتيجة ذلك أن يكون العقلُ هو القائدَ وليس الدينُ، وذلك قلبٌ للأوضاع وانحرافٌ عن الصراط المستقيم !!
أما الصراط المستقيم الذي يتعلق بصلة الدين بالعقل فهو:
1- جاء الدينُ هادياً للعقل في مسائل معينة وهي :
أولا: ما وراء الطبيعة أي العقائد الخاصة بالله سبحانه، وبرسله صلى الله عليهم وسلم، وباليوم الآخر، وبالغيب الإلهي، على وجه العموم.
ثانيا: مسائلُ الأخلاق أي الخير والفضيلة، وما ينبغي أن يكون عليه السلوكُ الإنساني ليكون الشخص صالحا.
ثالثا: مسائل التشريع الذي ينتظم به المجتمعُ وتسعد به الإنسانية.
وجاء الدين هاديا للعقل في هذه المسائل بالذات، لأن العقل إذا بَحَث فيها مستقلاًّ بنفسه فإنه لا يصل فيها إلى نتيجة يتفق عليها الجميعُ.
2- جاء القرآن يفهَمُه العقلُ في الْمُحْكَم فيه، ولا يناقض العقلَ في المتشابه منه وذلك أن القرآن يقول ﴿مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِيْنَ فِيْ قُلُوْبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُوْنَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيْلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيْلَهُ إِلاَّ اللهُ وَالرَّاسِخُوْنَ فِي الْعِلْمِ يَقُوْلُوْنَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلاَّ أُولُو الأَلْبَابِ﴾ .
وقد أراد الإسلام من المسلم أن يستمسك بالمحكمات استِمْسَاكا تاما، وأن يعتصم بها اعتصاما كاملا. قال تعالى: ﴿وَمَنْ يَعْتَصِمْ بِاللهِ فَقَدْ هُدِيَ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيْمٍ﴾
3- جاء القرآن لا يستشير الإنسان في شيء، وتعالى الله عن أن يستشير المخلوقَ، وتعالى الرب عن أن يستشير المربوب، وتعالى العليم الحكيم عن أن يحتكم إلى البشر أو يحكّمهم فيما أنزله إليهم هداية وتربية.
هذا هو موقف الدين من العقل، حيث قيل إن الدين هو العقل، لا دين لمن لا عقل له.
«الإسلام والعقل: بتصرف»
أ/ المفردات الأساسية
صَارِخَة – عِقَال – أَنَار/يُنِيْر – مَنْطِق – أَيَّدَ/يُؤَيِّد – أَلْفَى/يُلْفِي – ذَرَأَ/يَذْرَأ – فَقِه/يَفْقَه – أَنْعَام – اِحْتَكَم/يَحْتَكِم – حَكَّم/يُحَكِّم - قَلْب لِلأَوْضَاع – اِنْحِرَاف – نَتِيْجَة – مَا وَرَاءَ الطَّبِيْعَةِ – سُلُوْك – نَاقَض/يُنَاقِض – زَيْغ – رَاسِخ – اِسْتَشَار/يَسْتَشِيْر

ب/ فهم النص
 اختر أنسب جواب من الأجوبة الآتية وفقا للنص!
1- الإنسان في الإسلام …
أ / حر في الاستمساك بالعقيدة التي يرشد إليها عقله
ب/ ليس بحرّ في الاستمساك بأية عقيدة يرشد إليها عقله
ج/ حر في الاستمساك بالعقيدة التي يرشد اليها نفسه
2- قالو : بل نتبع ما ألفينا عليه آباءنا ، أو لو كان آباؤهم لا يعقلون شيئا ولا يهتدون
نفهم من هذه الآية أن آباء قريش ...
أ / أشركوا بالله شيئا لعدم معرفتهم بالله
ب/ أنكروا ما جاء به محمد لأنهم لم يعترفوا برسالته
ج/ أشركوا بالله شيئا لعدم استعمال عقولهم
3- ما موقف الدين من العقل ؟
أ / يكون العقل هو القائد وليس الدين
ب/ يكون الدين والعقل متساويين في الدرجة
ج / يكون الدين هاديا للعقل في مسائل معينة
4- هل يمكن أن يبحث العقل بنفسه في مسائل الأخلاق؟
أ / لا يمكن لأنه لا يصل فيها إلى نتيجة متفق عليها
ب/ يمكن لأنه يصل إلى المسائل المتفق عليها
ج/ أحيانا يمكن وأخرى لا يمكن
5- لو استخدم الناس عقولهم في مسائل الأخلاق والعقائد دون الاستمساك بالدين ...
أ / كانوا مختلفين عقيدة وسلوكا
ب/ أصبحوا صالحين في سلوكهم
ج/ أصبحوا متفقين على عقيدتهم
6- ما موقف الإنسان من القرآن ؟
أ / الإنسان هو الهادي في القرآن
ب /الإنسان هو المستشار للقرآن
ج / القرآن هو المستشار للإنسان


== م ==


0 komentar:

Posting Komentar