Senin, 18 Juni 2012

المحاضرة السابعة

رسالة المدرسة الابتدائية الحديثة


لم يُصْبِح تعليمُ القراءة والكتابة وتلقينُ المعارفِ لذاتـها هو الغرضَ الأصيلَ لمدارسِ المرحلة الأولى كما كان من قبلُ. والمدرسة التي يَقْتَصِرُ نشاطُها على تلك الناحية لا تُعْتَبَر أنّها أدّت واجبَها أو حقّقت الغرضَ المطلوبَ منها. لقد أصبح المطلوبُ من المدرسة أن تكون أعمالُها مستمَدَّةً من ضروب الحياة التي تقع في مُحِيْط البيئة التي يعيش فيها الطفلُ، وألا تكون المعارفُ التي تُقَدَّم إليه معارفَ مجردةً لا صلةَ بينها وبين مدرسته ومجتمعه، ولا ارتباطَ بينها وبين طعامه وشرابه ولَعِبه وغِنَائه، ولا قرابةَ بينها وبين أسرته ومسجده، ولا آصِرَةَ بينها وبين أمّته ووطنه وعاداته وتقاليده.
لقد تغيّر هدفُ المدرسة الابتدائية الحديثة. وصار الأساس الذي يُبنى عليه التعليمُ فيها هو أن يكون مستمَدًّا من البيئة. وأن تكون مسائلُه من أحوالها وطبيعتها وغَلاّتِها وحياتِها الاجتماعية. وأن يَسْتَغِلَّ التعليمُ جميعَ المنابع الطبيعية والفكرية والتاريخية والقومية اِسْتِغْلاَلاً مناسباً.
لقد أصبح هدفُ المدرسة الإعدادَ للحياة وتَهيئةَ الفرد ليكون عُضْوًا نافعًا في الحياة الاجتماعية، وتربيتَه تربيةً تُؤَهِّله للإنتاج المادي والروحي وتجعل حياةَ الأفراد مصبوغةً بصبغة التعاون في سبيلها. كما أصبح من أغراض التربية إعدادُ الأفراد وجعلُهم مهيَّئين ليكونوا أعضاءً في مجتمعٍ ديمقراطي يعيش في ظله كلُّ الأفراد متعاونين.
لقد تغيّر وضعُ المدرسة الابتدائية فأصبحت تعمل على نقل الحياة إلى عقول التلاميذ، وجعْلِها نشاطا في الأعمال وصِحَّة في الأبدان وتَبْصِرَة للنفوس، ومهاراتٍ في اليد واللسان. كما تعمل المدرسة على أن تَغْرِس في نفوس الناشئين أن عِزَّتَهم في عِزَّة الوطن، وسعادتَهم في مجده وقوته وتقدّمه.
من هذا نعرف أن رسالة المدرسة الابتدائية الحديثة تَنْشِئَةُ الأبناء في الحياة للحياة، وجعلُ نموّهم الروحي والعقلي والبدني مكسوبا من الدين واللغة والبيئة والخبرة والعمل، والتذكيرُ بجهد أسلافهم في بناء الحضارة والمدنية، وتنشئةُ جِيْلٍ به وعيٌ وله قوّةٌ وفيه عزّةٌ.
ورسالةُ المدرسة هذه ليست رسالةً هيّنة سهلة، لكنها رسالةٌ عظيمةُ الأَهَمِّية، وأمانة ثقيلةُ الحِمل. وهل هناك رسالة أعظمُ من أن تغيِّر خَلْقَ جِيْل؟ وأمانة أثقلُ من أن تربِّي أمةً وتصنعَ شعباً وتقيم دولةً على أساس من العزّة والكرامة والقوة والعمل؟
ولا جدالَ في أن الأممَ الناهضةَ التي برزت في ميادِيْنِ التقدُّم والحضارة، وأحرزت السبقَ في الاقتصاد والإنتاج وتَمتَّعت بحياة حرة كريمة ومعاونة اجتماعية سليمة قد أقامت صَرْحَ نهضتها على أساسٍ مَكِيْنٍ من تعليم الشعب في المرحلة الأولى تعليما سليما يربط بين الناشئين وحياتِهم ووطنهم وأمّتهم وأمجادهم في الماضي والحاضر.
وليس من شكٍّ في أن نهضةَ الشعبِ الحقيقيةَ في ميادينِ الحياة الاقتصادية والاجتماعية لا يمكن أن تقوم إلا بجهودِ أفرادٍ لَهم إدراكٌ وبهم وَعْي واستعداد. وهذا لا يتحقَّق إلا عن طريق تعليم أبناء الشعب في المرحلة الأولى على أساسٍ سليمٍ.
(المطالعة والنصوص بتصرف)
أ/ المفردات الأساسية
رِسَالَة – تَلْقِيْن – يَقْتَصِر – نَشَاط – مُسْتَمَدَّة – ضُرُوْب الْحَيَاة – مُحِيْط الْبِيْئَة - مُجَرَّدَة – آصِرَة – تَقَالِيْد – هَدَف – غَلَّة ج غَلاَّت - تَسْتَغِلّ/اِسْتِغْلاَل – الْمَنَابِع – أَهَّل/يُؤَهِّل – مَصْبُوْغَة – صِبْغَة – مُهَيَّئِيْن – تَبْصِرَة – مَكْسُوْب – صَرْح – مَكِيْن – إِدْرَاك - وَعْي – يَعْتَرِض .


المحاضرة الثامنة
المدرسة ومسئوليتها نحو الشباب
من الملاحَظ أن المدارس والجامعات قد فشلت في تربية الشباب على السلوك الخُلقي الذي يرتضيه المجتمع، وكذلك في خَلْق الشخصية السليمة. وليست المدرسة وحدَها هي المسئولةَ عن هذا الفشَل. فالمجتمع والأسرة وكذلك وسائل الإعلام – من إذاعة إلى تلفزيون وإلى صحافة- مسئولة أيضا، ولكن المدرسة هي الأداة التي أَوْجَدَها المجتمع لتعليم أبنائه وتربيتهم والقيام بالعبء الأكبر في اكتِسَاب التلاميذ هذا السلوكَ.
وهناك بعض العيوب قد أُصِيْبَ بها شبابُنا، منها عدم القدرة على ضبط النفس، لأن المدرسة لم تُزَوِّدْه بهذه السلطة منذ صِغَره. وربما كان سبب ذلك أن المدرسة لم تهتمَّ بشخصية التلميذ قَدْرَ اهتمامها بتوصيل المعلومات إليه .. ومنها أيضا أن شبابنا لا يميل إلى تحمُّل المسئولية، لأن المدرسة والمنـزل لم يربّياه على الاعتماد على النفس وإبداء الرأي. هذا بالإضافة إلى أن شبابنا لا يهتمُّ بالمصلحة العامة، وليس لديه القدرة على حَلّ المشكلات أو الإحساس بالواجب.
ولا شك فإن المسئولية تقع على المدرسة لا البيتِ في علاج هذه العيوب التي يُعَانِي منها الشبابُ. وأول ما يجب أن نهتمّ به:
1) التربيةُ الدينية اهتماما لا يقف عند دراسة النصوص والمعلومات الدينية، ولكن تُضَافُ إليهما الفُرَصُ والمناسبات التي تَمزِج بين الدين وبين فضيلة من الفضائل
2) تقديمُ القدوة الصالحة أمام الناشئين
3) العمل على تقوية صِلَة الإنسان بربه وصلته بالناس
4) تحقيق الهدف الأعلى من الأخلاق من أجل مصلحة الفرد والمجتمع، فيُصْبِح ما يدرسه في دروس الدين متفقا مع السلوك في المدرسة، فلا يليق أن نعلّم التلاميذ أن الكذب حرام ونكذبَ أمامهم مَثَلاً.
ومن واجب المدرسة كذلك أن تقوم بإعداد تلاميذَ يحاسبون أنفسهم بسلطة الضمير فتُزَوِّدَهم بشيء من ضبط النفس وصدق الحكم في المسائل الخُلُقية. فإذا خرج التلميذ إلى المجتمع وهو يفهم أن كل شيء يمكن أن يقرَّر على أساس المناقشة وتَبَادُل الرأي واحترام الآخرين تَوَلَّدت في نفسه هذه السلطةُ الداخلية التي تحمله على الإيمان بهذه المبادئ. ومن واجبها أيضا تكوين العادات الحسنة، ومكافأةُ المحسن المجتهد، ومعاقبةُ المسيء المهمل، وبَثُّ القدوة الصالحة من جانب المعلمين. فقَبْل أن نطلب من تلاميذنا التحلِّيَ بالأخلاق المحمودة، لا بد للمعلمين أن يكونوا خير مَثَلٍ يُقْتَدَى به في الخُلُق الديني وفي الحرص على مصلحة العمل وأداء الواجب.
والاهتمام بالنشاط المدرسيّ لا يقل فائدةً عما يقدَّم داخل الصفوف الدراسية. ويجب أن يشمل ذلك تنمية مواهب التلاميذ، وتقوية أجسامهم وتنشئتَهم على العادات الصحّية وتهذيبَ مشاعرهم. فالغرض من التربية الرياضية مثلا لا ينحصر في تربية الأجسام والترويح عن النفس، لكن تقويةِ الروح المعنوية وروح الجماعة والتعامل مع الآخرين والكفاح. وأهمُّ من ذلك كلِّه اكتسابُ الصفات الفاضلة التي تهدِف إليها التربية الرياضية، كالرجولة والشرف واحتمال المشاقّ.
فإذا قامت المدرسة بِدَوْرها كاملا في هذا المجال، أمكن التغلُّبُ على مُعْظَم العيوب التي يُعَاني منها شبابنا، والتخلّصُ من كثير مما نلاحظه من ضعف المستوى الخُلُقي لدى تلاميذنا، وينشأ بدَلا من ذلك شبابٌ ذو خُلُق، يظهر في سلوكه تقدير المصلحة العامة وتحمُّل المسئولية.
«مجلة العربي» : العدد 133 بتصرف

أ/ المفردات الأساسية
يُلاَحَظ – فَشِلَ/يَفْشَل – سُلُوْك – مَسْؤُوْل - إِعْلاَم – إِذَاعَة – صَحَافَة – عِبْء ج أَعْبَاء – ضَبْط – زَوَّد/يُزَوِّد – سُلْطَة – مَزَج/يَمْزِج – لاَقَ/يَلِيْق – مُنَاقَشَة – تَبَادُل – تَوَلَّد/يَتَوَلَّد – مُكَافَأَة – مُعَاقَبَة – تَحَلِّى – اِقْتَدَى/يَقْتَدِي – تَنْمِيَة – مَوْهِبَة ج مَوَاهِب – تَنْشِئَة – تَهْذِيْب – رُجُوْلَة – تَخَلُّص – تَغَلُّب عَلَى .

ب/ فهم النص
 ضع علامة (ص) إذا كانت الجمل الآتية صحيحة، وضع علامة (خ) إذا كانت خاطئة !
1- ( ) المدرسة وحدها هي المسئولة عن الفشل في تربية الشباب على السلوك الخلقي
2- ( ) المجتمع والأسرة ووسائل الإعلام مسئولة أيضا عن هذا الفشل
3- ( ) ليست المدرسة إلا أداة أوجدها المجتمع لتعليم أبنائه وتربيتهم
4- ( ) الشباب له قدرة على ضبط النفس
5- ( ) المدرسة لم تهتم بشخصية التلميذ قدر اهتمامها بتوصيل المعلومات إليه
6- ( ) المدرسة والمنـزل يربيان الشباب على الاعتماد على النفس وإبداء الرأي
7- ( ) الشباب لا يهتم بالمصلحة العامة، وليس لديه القدرة على حل المشكلات
8- ( ) التربية الدينية تحتاج إلى تقديم القدوة الصالحة أمام الناشئين
9- ( ) لا يليق بنا أن نعلم التلاميذ أن الكذب حرام ونكذب أمامهم
10- ( ) المسئولية تقع على البيت لا المدرسة في علاج العيوب التي يعاني منها الشباب .
11- ( ) من واجب المدرسة أن تقوم بإعداد تلاميذ يحاسبون أنفسهم بسلطة الضمير فتزودهم بشيء من ضبط النفس وصدق الحكم في المسائل الخلقية
12- ( ) من واجب المدرسة تكوين العادات السيئة ومكافأة المسيء المهمل
13- ( ) لا بد للمعلمين أن يكونوا خير مثل يقتدى بها في الخلق الديني وفي الحرص على مصلحة العمل وأداء الواجب
14- ( ) النشاط المدرسي يشمل تنمية مواهب التلاميذ وتقوية أجسامهم وتنشئتهم على العادات الصحية وتهذيب مشاعرهم
15- ( ) الغرض من التربية الرياضية ينحصر في تربية الأجسام والترويح عن النفس .


== م ==

0 komentar:

Posting Komentar